الأحد، 16 أغسطس 2020

في المجال السياسي :

كثيرون أولئك الذين ينادون بتهميش السياسة الإسلامية في أي إصلاح ، وذلك لعدة أسباب ، من بينها : 1- طغيان العلمانية على الصعيد العالمي ، وعلمانية معظم الأنظمة الإسلامية الحالية 2- التخطيط الغربي لهدم كل إصلاح إسلامي .3- فشل الأحزاب المحسوبة اليوم على الإسلام ، وإختراقها من النفعيين والمصلحيين والمنافقين . 4- لا أخلاقية العمل السياسي الحالي . ونفور معظم النزهاء منه . 5- تهميش الدور السياسي لفقهاء الإسلام ومفكريه ، وعدم الكفاءة السياسية لمعظمهم . 6- طغيان السياسة الشرعية التقليدية على عقول معظم التيارات الإسلامية ، وتشويهها للبديل الإسلامي . 7- إقتناع الحكام المسلمين بواقعية العلمانية ، وحذرهم من العصابات العالمية المناهضة للإسلام .

مما يجعل المجاهرة الرسمية بأي إصلاح إسلامي جاد ، وفي أي بلد من بلداننا المسلمة إنتحارا على كل الواجهات وفي العديد من المجالات ، لكن ولله الحمد أن إسلامنا دين الفقهيات والعلوم ، والحمد لله كذلك على أن العلمانية الحقة بدأت تنفي علمويتها لتنحو رويدا رويدا نحو العلمية المتناسقة كليا مع الفقهيات والعلوم الإسلامية ، ولحد إعتراف العديد من علماء الغرب بأن كل الحضارة الغربية ستمضي لهاوية الإنتحار إن لم تصلح أخلاقها ، ومنطقها السياسي الإصلاحي بحق ، المسار الذي تناهضه اليوم العديد من اللوبيات والعصابات السياسية والمصلحية العالمية ، والتي ترى في أي إصلاح بل وفي كل إنسانية الإنسان الإنهيار الكلي لكل مشاريعها ..

ولهذا فإن الغرب نفسه سينادي مستقبلا بالعلمية والأخلاق كملاذ لإنقاد مجتمعاته ، وتماما كما ننادي نحن بهما كبداية لتوفير ظروف الشريعة .. وهذا هو الرجاء الذي يؤكد بأن المستقبل للإسلام ولو بلغة علمانية ، ومهما حورب ، لأن الإصلاح الإسلامي الحق ، والإسلام السياسي الواعي بالسياسة الشرعية يؤمن بالتدرج ، لكن ليس نحو إسلام جزئي كما أثمت العديد من أحزابنا ، بل نحو الإسلام الكلي والشمولي ، الذي لا نراه يكتمل في إجتهادنا إلا بخلافة المهدي ونزول عيسى عليهما السلام ، الحقبة التي بيننا وبينها قرون وقرون ..

وما على أمرائنا وعلمائنا اليوم وغدا إلا الوعي بخصائص سياسة الإسلام الشرعية أولا ، ثم بكل إشكالية الحكم بما أنزل الله كما نوجزها في مطبوعنا :  نحو حركية حاكمية   على :                         kotoub 24.blogspot.com . مع اليقين بأن كل أمنهم وإستقرارهم ، وكل حلول أزمات بلدانهم - بل والعالم -  في خلق ظروف تطبيق الشريعة وفي تخليق ومبدئية شعوبهم بكل علمية وتدرج ..

ولهذا فإن زمن الإرتجالات السياسية قد ولى ، ولا بد لكل قضية من أخصائييها ، لكن وعلى الدوام بمرجعية إسلامية علمية وفقهية ، لا مرجعية إسلاموية إيديولوجية كما حالنا اليوم مع كل السياسويين المحسوبين على الإسلام وللأسف  ، ولهذا ننادي ب : نحو حركية أكاديمية  في مطبوعنا على : kotoub25.blogspot.com .

وبهذا يمكن أن نؤسس لشورى مستقبلية خلاقة وعادلة ، كمبدأ من مبادئ إسلامنا السياسي ، وكعلاج للعديد بل ولكل آفات الديمقراطية التي لا تعد ولا تحصي ، والتي يكفيها ذنوبا نفيها لتميز الرجل على المرأة ، وهضمها لحقوق الطبقات الغير المنتجة تدريجيا ، كما يكفيها ذنوبا :تسلق من هب ودب للسلطة : وذاك من علامات القيامة كما قال الرسول صلوات الله عليه : * إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة * وكذا كثرة النفاق والكذب وتسلق الرويبضة كما قال رسول الله صلوات الله عليه في المستدرك : * تأتي على الناس سنوات خداعات ، يصدق فيها الكاذب ، ويكذب فيها الصادق ، ويؤتمن فيها الخائن ، ويخون فيها الأمين ، وينطق فيها الرويبضة ، قيل : وما الرويبضة يا رسول الله ؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة *  

الأمور التي لا زالت تبعد معظم النزهاء عن السياسة رغم نبل الإصلاح الإسلامي بها ، وتهمش أولي الحل والعقد  من فقهائنا ، وكذا العديد من الكفاءات الذكية والمبدعة والخلاقة ، وتماما كما خططت ولا زالت تخطط الصهيوماسونية لنا ولكل العالم وللأسف .. 

ولهذا فبدون هذا التدافع الإسلامي السياسي وفي كل المجالات كذلك ، سنصير وفي عقود معدودة دون أوطان ، بل ودون حكام كما العديد من دويلاتنا التي صارت تطحنها هاته المؤامرات قمة وقاعدة ..

ولهذا فإن السياسة الشرعية والإسلام السياسي وفقه حاكمية الله تعالى في الأرض كتدافع وبكل تدرج صار واجب وجود ، وإلا فلا أمن ولا إستقرار لنا ولا مستقبل ، وربما لا مصير .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقدمة :

                          بسم الله الرحمان الرحيم  ينظم الإسلام خمسة علاقات أساسية : - علاقة المسلم بالله تعالى . - علاقة المسلم بنفسه - علا...