روى الإمام أحمد في مسنده عن رسول الله صلوات الله عليه أنه قال :* إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق* حسنه الألباني .
ولهذا فإن التوغل في الدين لا يكون إلا برفق ، وإلا فإن من شاد الدين غلبه الدين كما روي عن رسول الله صلوات الله عليه ، لكن هذا لا يعني أن نتخلى على بعض التعاليم الإسلامية فنومن بمانشاء ونستثني ما نشاء من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة : فلفظ أوغلوا تعني تعمقوا وادخلوا إلى أوغاله برفق وبلطف لا البقاء على ظاهره والإكتفاء بما شئنا فقط من تعاليمه ..
وبداية هذا التوغل برفق لا تكون إلا بإهتمام المسلم بتربية نفسه أولا ، وبإلتزامه بأسس الإسلام الفردية الأولى والمتمثلة في :
إخلاص النية لله تعالى وذلك بعدم الرياء : بمعنى أن تكون كل عبادته لوجه الله تعالى ولإبتغاء الآخرة لا لغرض دنيوي أو لإبتغاء الجاه أو السلطة أو لكسب ثناء الناس ..
الطهارة وذلك بالغسل مرة في الأسبوع على الأقل ، وبإلتزام الغسل الدائم من الجنابة وإلتزام الوضوء لكل صلاة .
العمل بأركان الإسلام الخمس وذلك ب :-توحيد الله تعالى بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله - وإقامة الصلاة : وذلك بالإلتزام بالصلوات الخمس أولا وفي أوقاتها دون عجز ولا كسل - وإيتاء الزكاة لأهلها بالنسبة للأغنياء- وصوم شهر رمضان - وحج البيت لمن إستطاع إليه سبيلا .
ثم الإيمان بكل صدق بأركان الإيمان الست والمتمثلة في :* الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره *
مع إلتزام كل الأخلاق الحميدة عبرإبتغاء الإحسان في كل قول أوعمل ، وعبر البعد عن كل المعاصي جهد المستطاع ..
لكن *كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون * كما روى الترمدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولهذا وجبت التوبة الدئمة من كل صغيرة وكل كبيرة وبكل صدق ، وتتجلى أركانها في : العجلة للإستغفار كلما وقعت في ذنب. الندم على كل معصية .العزم على عدم العودة . رد الحقوق إن كان في الذنب ظلم للغير..
فالإستغفار كنز من أثمن كنوز المؤمنين حتى أن رسول الله صلوات الله عليه قال : * والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة *كما روى البخاري .. فالإستغفار كنزنا أخي المؤمن حتى أنه يروى : أن كل من سيأخذ كتابه يوم القيامة سيندم إلا من وجده مملوءا بالإستغفار .
ولهذا فإن كل البداية من : النية الخالصة والدوام على تجديدها. والعمل بأركان الإسلام الخمس.والصدق في أركان الإيمان الست .والتحلي بكل الأخلاق الفاضلة . وإجتناب المعاصي جهد الطاقة . وإلتزام التوبة والإستغفار ...
فمن كل هذا البداية مع حفظ ودراسة ما تيسر من القرآن الكريم والأحاديث الشريفة وما تيسر من العلوم والفقهيات بنية العمل .
ولكل من أراد أن يسهل عليه كل هذا كثرة الذكر والإكثار من دراسة الفقهيات السنية أولا ..
فمن كل هذا وبكل بساطة : البداية الإسلامية العملية ، *والتي يمكن أن تدرس في سويعات قليلة لتلامذتنا وطلابنا عوض العديد من الثرثرات العلمية التي لم تعد تسمن ولا تغني من جوع ، بل وتبعد عن فقه العمل*.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق