الأحد، 16 أغسطس 2020

على الصعيد الإجتماعي :

 إن المقارن اليوم بين مجتمعاتنا المسلمة وغيرها لا يكاد يجد فرقا كبيرا ، فقد سرت فينا كل أمراض غيرنا تماما كما قال الرسول صلوات الله عليه : * لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا بذراع ، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم . قلنا : يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال فمن ؟ * رواه البخاري . 

وهذا هو حالنا اليوم حتى أننا صرنا لا نفرق بين المسلم وغيره ، بل وأكثر المسلمين اليوم لا يصلون ، ولا يزكون ..

وكل هذا كان للعديد من العلل والأسباب ، لكن شيطانها الأكبر يتجلى في دعوى الحرية الشخصية ، التي بإسمها ضاعت جل قيمنا ، وتسممت جل أخلاقنا بل وكل هويتنا ، وللحد الذي أصبحنا فيه لا نفرق بين شبابنا وشاباتنا ..

والعلاج بالطبع ليس إجتهادا إجتماعيا وميدانيا أو أكاديميا فقط ، بل يجب أن يكون إجتهادا إسلاميا ، ونلخصه أولا في سعي الساسة لتعبيد مجتمعاتنا لله عبر التربية والتعليم والزجر معا ، وإلا خسروا وخسرنا الدنيا والآخرة معا ..

فالمجتمعات كالطفل تشيب على ما تعلمت وتربت عليه إذا ما وفر الحكام ظروف ذلك ، كمثال المجتمعات الغربية ، فرغم كفرها فإنها تعلم وتربي وتوفر كل ظروف نجاح مواطنيها  ، حتى صاروا يفوقوننا حتى إنسانية وأخلاقا ، بل وأبدانا وصحة ونقاء ..

ولن يتأتى لنا هذا بين عشية وضحاها ، وسيظل فسادنا الحالي لعقود ، ولا حل لنا إلا بالمراهنة على تربية الطفولة والشباب لعلنا ننقد أسر المستقبل ثم مجتمعاتنا غدا من الشره المادي والفقر المعنوي الذي صار يغشى معظم عائلاتنا ومواطنينا ..

فالعلاج إذن هو تخليق المجتمعات بأخلاق الإسلام تعليما وتربية وزجرا ، وإلا فلا إسلام سيبقى لنا مهما تباهينا بشكلياته ، بل وستزيد أسرنا تفككا ، وسيزيد زواجنا السني تأزما ، ولا مناص من شبابنا بعدها من كل موجبات الفساد والإفساد ، بل وسيفقد حكامنا غدا كل هيباتهم وكل مصداقياتهم ، بل وحتى أرواحهم إن لم يعدوا شعوبهم للجهاد على شتى الواجهات أمام المؤامرات الصهيوماسونية التي ستزيد من إستهدافهم من كل حدب وصوب ..

وكل قوتنا كمسلمين كانت في إيماننا وأخلاقنا ومبادئنا ، وكل ضعفنا اليوم في فسادها ، وكل مستقبلنا في العودة إليها وإلى كل  قيمنا السامية ، وإلا فلا مفر من خزي الدنيا وعذاب الآخرة..

ولن يتأتى هذا إجتماعيا إلا بتخليق الأحزاب وتربية الساسة أولا ، ثم مبدئية المجتمع المدني وتطهيره من كل النفعيين ، لعلنا نتكلم غدا عن مجتمع التكافل والرحمة والتعاون كدار إسلام ..

وهذا يحتاج أيضا إلى دراسات ميدانية وأكاديمية لتشخيص غير هذا من نقائصنا الإقتصادية والبيئية والصحية كبداية ، فلا أخلاق مع الفقر وفي بيئة ملوثة وبأجساد سقيمة ، وبالتالي لا تقدم ولا تنمية ولا مستقبل ولا إستقرار..

وستزداد أزماتنا تفاقما ، ومهما رقعناها ماديا ..

فالتخليق بالإسلام وبكل تدرج إذن هو الحل ، بل وأخلاقه ثروة ، وأخلاقه قوة .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقدمة :

                          بسم الله الرحمان الرحيم  ينظم الإسلام خمسة علاقات أساسية : - علاقة المسلم بالله تعالى . - علاقة المسلم بنفسه - علا...